ما معنى المثل المغربي "شحال من خربة ولات جامع" وما علاقتها ببناء المدرسة البوعنانية بفاس؟ رواية مذهلة حول قصة بناء المدر...
ما معنى المثل المغربي "شحال من خربة ولات جامع" وما علاقتها ببناء المدرسة البوعنانية بفاس؟
رواية مذهلة حول قصة بناء المدرسة البوعنانية بمدينة فاس احدى أشهر معالمها :
يحكى أن السلطان أبو عنان المريني اعتاد أن يتفقد رعيته ليلا وأن يتجول في شوارع فاس متخفيا وذات يوم قادته قدماه إلى إحدى الحانات السرية، فاقتحم بابها ودخل إلى الداخل ليرى ما يحدث هناك، المفاجأة أن عيناه ستقعان على راقصة فائقة الجمال والرشاقة فأمر بإخلاء الحانة وإغلاقها، وأخذ الراقصة إلى القصر لتصبح جارية من بين جواري السلطان.
تعلق قلب السلطان بهذه الجارية وقرر الزواج بها، وحين سمع بذلك أعيان المدينة وعلماؤها تقدموا بالنصيحة للسلطان على أن هذه الراقصة لا تتماشى بزواجها من السلطان مع نظام وبروتكول الدولة.
كان أبو عنان المريني يتصف بالهدوء والحكمة حيث طلب منهم مهلة للرد عليهم، وبعد أيام استدعى السلطان حاشيته وعلماء فاس إلى مكان كان عبارة عن خربة للأزبال، فقال لهم " ما رأيكم في هذا المكان ؟ ". قالوا " هو خربة للأزبال يا مولاي " فرد عليهم: "بإذن الله أمَرْنَا بتنظيف المكان وبناء مدرسة وجامع فيه ". كان ردهم طبعا "بوركت يا مولاي ".
فكلف السلطان أبو عنان المريني بهذا المشروع خير ما أنجبت فاس من مهندسين وعمال بناء واستقطب من الأندلس خيار صناعها، وبنى لهم حيا مجاورا لهذا المشروع هو ما يعرف اليوم بـ"طريانة". وبدأ البناء إلى أن أتى على نهايته وحان تدشين المدرسة والجامع. وكان في هذا التدشين طبعا الحاشية وجميع علماء فاس، فسألهم السلطان عن رأيهم في هذه المعلمة فكان الذهول والحيرة مما شاهدوا آنذاك وانبهروا به ليكون رد السلطان على سؤالهم من زواجه بالراقصة حكمة ومثل ما زال المغاربة ليومنا هذا يتداولونه فيما بينهم: " شحال من خربة ولات جامع "، أي " كم من مكانٍ خَرِبٍ أصبح مسجداً" !
مصدر الرواية كتاب : Fez ou les bourgeois de l'islam
التعاليق