من الأقوال والحكم الرائعة لابن قيم الجوزية
حكم وأقوال رائعة لابن القيم (2)
- قيل لبَعض الْعباد إِلَى كم تتعب نَفسك فَقَالَ راحتها أُرِيد.
- من أعجب الْأَشْيَاء أَن تعرفه (أس الله تعالى) ثمَّ لَا تحبه، وَأَن تسمع داعيه ثمَّ تتأخر عَن الْإِجَابَة، وَأَن تعرف قدر الرِّبْح فِي مُعَامَلَته ثمَّ تعْمل غَيره، وَأَن تعرف قدر غَضَبه ثمَّ تتعرّض لَهُ، وَأَن تذوق ألم الوحشة فِي مَعْصِيَته ثمَّ لَا تطلب الْأنس بِطَاعَتِهِ، وَأَن تذوق عصرة الْقلب عِنْد الْخَوْض فِي غير حَدِيثه والْحَدِيث عَنهُ ثمَّ لَا تشتاق إِلَى انْشِرَاح الصَّدْر بِذكرِهِ ومناجاته، وَأَن تذوق الْعَذَاب عِنْد تعلق الْقلب بِغَيْرِهِ وَلَا تهرب مِنْهُ إِلَى نعيم الإقبال عَلَيْهِ والإنابة إِلَيْهِ، وأعجب من هَذَا علمك أَنَّك لابد لَك مِنْهُ وَأَنَّك أحْوج شَيْء إِلَيْهِ وَأَنت عَنهُ معرض وَفِيمَا يبعدك عَنهُ رَاغِب.
- يَا مخنت الْعَزْم أَيْن أَنْت وَالطَّرِيق طَرِيق تَعب فِيهِ آدم، وناح لأَجله نوح، وَرُمي فِي النَّـ ـار الْخَلِيل (إبراهيم)، وأُضْجِعَ للـ ـذبح إِسْمَاعِيل، وَبيعَ يُوسُف بِثمن بخس ولبث فِي السـ ـجْن بضع سِنِين، وَنُشـ ـر بِالْمِنْشَارِ زَكَرِيَّا، وَذبـ ـح السَّيِّد الحصور يحيى، وقاسى الضّـ ـر أَيُّوب، وَزَاد على الْمِقْدَار بكاء دَاوُد، وَسَار مَعَ الْوَحْش عِيسَى، وعالج الْفقر وأنواع الْأَذَى مُحَمَّد؛ تزها أَنْت باللهو واللعب
- متى كان العبد مع الله هانت عليه المشاق، وانقلبت المخاوف في حقه أمانا، فبالله يهون كل صعب، ويسهل كل عسير، ويقرب كل بعيد، وبالله تزوال الهموم والغموم والأحزان، فلا هم مع الله ولا غم ولا حزن.
- ليس للعابِدين مُستراحٌ إلّا تحت شجرة طوبىٰ*، ولا للمُحبِّين قرارٌ إلّا يوم المزيد**، فمثّلْ لقلبِك الإستراحة تحت شجرة طوبىٰ يَهُن عليك النصب، واستحضر يوم المزيد يَهُن عليك ما تتحمل من أجله.
* شجرة طوبى = شجرة في الجنة من قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} (من سورة الرعد، الآية: 29)
** يوم المزيد = من قوله تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } (سورة ق).
التعاليق