حكاية أبو دلامة والأمير
حكاية أبو دلامة والأمير
كان أبو دلامة شاعراً عذب الروح، خفيف الظل، حاضر البديهة، حلو الدعابة، وقد دخل على الأمير يوما وعنده جماعة من الشرفاء الأباة، فقال الأمير: يا أبا دلامة، اهْجُ من شئت مِمّن ضمهم هذا المجلس ولك جائزة ثمينة، فنظر إليه القوم وكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن علي رضاك. فقال أبو دلامة:
فقلت في نفسي: أنا أحد من بالمجلس، فلم أر أحدا أحق بالهجاء مني، ولا أدعي إلي السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبلغ إليك أبا دلامة ** فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لبس العمامة كان قردا ** وخنزيراً إذا نزع العمامة
جمعتَ دمامة وجمعت لؤما ** كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
فإن تك قد أصبت نعیم دنیا ** فلا تفرح، فقد دنت القيامة
فضحك الأمير، وسر القوم إذا لم يسئ إلي أحد منهم، ثم أمر له الأمير بجائزة ثمينة.
التعاليق