حكمة: الشيخ والتلميذ والحذاء، دروس وعبر
حكمة: الشيخ والتلميذ والحذاء
التفت التلميذ إلى شيخه وقال : تعال نخبئ حذاء هذا الفلاح وننظر ماذا يفعل.
فأجابه الشيخ الجليل : يا بني يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقراء، أنت غني ويمكنك أن تسعد بطريقة أخرى. ما رأيك لو تضع قليلا من المال في الحذاء ثم نختبئ وننظر إلى ردة فعل الفلاح؟
أعجب التلميذ باقتراح شيخه وقام على الفور بوضع المال في الحذاء، واختبأ وشيخه خلف الأشجار ليرقبا ردة فعل الفلاح.
وبعد دقائق عاد الفلاح لينتعل حذاءه وإذا به يتفاجأ بشيء داخله، مد يده وأخرج المال وقام بنفس الشيء في فردة الحذاء الأخرى وأخرج المال أيضا.
فجثا على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء وقال : أشكرك يا رب لأنك علمت أن أولادي جوعی، هذا مال يكفي لشراء طعام وفير.
عندها التفت الشيخ إلى تلميذه وقال له : ألست الآن أكثر سعادة ما لو فعلت اقتراحك الأول؟!
الدروس والعبر:
- البسطاء ليسوا مادة للسخرية، فالله لم يخلق فقيرا عن فقر منه، ولا يخلق قبيحا عن عجز منه، ولم يخلق مريضا عن وهن منه، تعالى سبحانه عن ذلك علوا كبيرا. ولكنها أرزاق وزعها الله تعالى كيف شاء. وله الحكمة البالغة في ذلك سبحانه.
- انو الخير ولو لم تفعله، النية هي التي تجعل من عمل صغيرا سلما إلى الجنة، وهي التي تجعل من عمل عظيم طريقا إلى النار. كان ابن سلول يصلي الفجر في المسجد جماعة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن وراء هذا العمل الجميل نية خبيثة، لذلك استحق العذاب. وبغيّ بني إسرائيل دخلت الجنة بكلب سقته، وهذا العمل البسيط كانت وراءه نية عظيمة، وهي الشفقة على مخلوق من مخلوقات الله.
- عندما تعطي ستكون أسعد مما تأخذ، ففي العطاء لذة لا يعرفها إلا من أعطى من قلبه.
العطاء الحقيقي ليس في المال فقط، والحرمان الحقيقي ليس في المال فقط أيضا.
(أدهم شرقاوي)
التعاليق